الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

في المقهى ذي النافذة العالية









جلس في زاوية المقهى. الزاوية المقابلة للنافذة الوحيدة. نافذة عالية صبغ بلورها بلون دموي قان اضفى على المقهى طابعا من الغموض و الكابة الجميلة
 قالت له بغضب واضح ؛ تعرف كم اكره هذا المكان فاجابها بعفوية ؛ ولكن هذا المكان يحبك , يحبك بعمق لوحاته و حزن الوان جدرانه
.لم تفهم أبدا لمذا يعشق اضافة لمسة من الدراما لأبسط كلماته و أتفه تفاصيل يومه
 لم تغادرها عيناه و لكنها ابت أن تجعل لعينيها مستقرا غير خيوط شمس فاترة تسللت من النافذة العالية
 استغرقت في صمتها و استغرق يبحث في جمود وجهها عن كلمة تدخل الدفئ الى قلبه فابت تفاصيل وجهها الا ان تقابله بنفس  الصمت
بركان يكاد ينفجر تحت هدوؤها المسطنع , غضب جامح يكا د يدفعها للصراخ فتكبحه بكل ما أوتيت من قوة
 نظراته المليئة بالشغف تحولت الى نظرات حزينة فهو لم يعد يتذكر منذ متى بدات في رحلتها بعيدا عن ضفافه و لم يعد يدري كيف
ينير دربها نحو شواطئه وهي اليوم تؤكد انها توغلت في بحار اخرى غير تلك التى توجد في عينيه
  بكلمة حاول ان يرمي نحوها جسرا عله يفلح هذه المرة في الاطلاع على ساكن مخيلتها ، كلمة بحزن الوان جدران المقهى و بكابة أيامه منذ ابحارها
 هل هذه هي النهاية؟
 ماذا عساها تجيبه؟ هل تخبره  أنها ما عادت ترى فيه شخصا مناسبا لها؟ هل تصارحه بأنها لن تقبل العيش مقتاتة بالاحلام و لابسة كلمات الحب في منزل مبني من خيال و لوحات و قصائد؟
 عندما أحبته اقنعت نفسها أن حبه لها سوف يغيره، أن يوما قادما سوف يأتي به اليها رجلا قادرا على اعالة امراة مثلها، ولدت مدللة وعاشت أميرة
هل توهمه أن حبها له مجرد نزوة، كيف يصدق ان نزوة يمكن ان تدوم خمس سنين
هل تبكي؟ تصرخ ؟ تعترف بعذابها ؟ تصب عليه جام غضبها؟ تودعه بكلمات غرام كئيبة ؟ تتركه وسط غيومه بصمت أم تحتضنه
 للمرة الأولى و الأخيرة فتكسر في ذهنه صورة حبهما الأفلاطوني لعلها تجعل النسيان أهون
لم تره منذ ذلك اليوم، ولم تمر حتى أمام ذلك المقهى الكئيب بألوان جدرانه الحزينة و لوحاته ذات المعاني العميقة و نافذته، نافذته العالية
...ذات اللون الدموي القان



✿✿✿✿✿

هذه من كتاباتي
http://khatirahlem.blogspot.com/
✿✿✿✿✿

الصورة 

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

إنكسار حلم




ولدت كلمات و اجهضت أحلام،
و إنكسر البلور الوردي،
في ظلام الأروقة الخفية
عيون لا تنام،
تسافر بها الأيام
بين شقوق خطت في حائط السجن الفردي،
بين بابين مغلقين و ضفتين،
تيار أنهار العينين
يروي حكايت أحلام قتلت
بين رميتي نرد ..  

✿✿✿✿✿

هذه من كتاباتي
http://khatirahlem.blogspot.com/